أصر مارك زكربيرغ خلال عرضه التقديمي عن تصميم الـ News Feed الجديد على تشبيه فيس بوك بالصحف مؤكداً أنهم يعملون على “بناء أفضل صحيفة” لمستخدميها. أثار هذا بعض الاستغراب لدى العديد من متابعي عالم الشبكات الإجتماعية لجزئية حساسة نوعاً ما.
لماذا يحاول فيس بوك أن تشارك في شيء قديم مثل الصحف؟ الصحف نفسها تنازع على بقائها حية في صناعة أصبحت أصعب ويصفها البعض أنها في طريقها للاندثار؟
بدأت الصحف أساساً لجمع طيف واسع من المعلومات والأخبار للقراء الذين لايستطيعون الوصول إلى هذه المعلومات بأي طريقة أخرى. جمعت الصحف كل شيء من أخبار البدان البعيدة إلى الأبراج والطقس والكاريكاتير والإعلانات. لكن الأمور بدأت تتغير شيئاً فشيئاً بعد اختراع الراديو والتلفزيون التي أخذت مساحة كبيرة من الصحف.
أتى الإنترنت أخيراً ليطلق رصاصة الرحمة على الصحف إن صح التعبير.
القدرة على النشر بتكلفة تبلغ الصفر تقريباً هو ماعطل احتكار المعلومات، ما اعتمدت عليه الصحف لبقائها حقيقة. مفهوم ديمقراطية التوزيع والنشر أطلقت العنان لمفاهيم جديدة من النشر وتودي الصحف للتهلكة شيئاً فشيئاً.
يبدو أن مايقوم به فيس بوك الآن شيء مشابه لفكرة الصحف في زمن أصبحت مواقع الإنترنت مخصصة على نحو مخيف، من ترفيه فقط لسياسة فقط لتاريخ وموسيقى فقط مثلاً إلى الكثير والكثير. هنا يأتي فيس بوك ليعضل المحتوى ويجمعه من جديد.
شاهدنا هذه الظاهرة في تطبيقات القراءة الإجتماعية مثلاً التي تحاول جمع مايجري في العائلة والأصدقاء، إضافة لمتابعة آخر الأخبار والمقالات. بعض الحالات الأخرى لم تنجح تماماً مثل تطبيقات Social Readers من The Guardian وغيرها التي اوهمتنا أنها ستنجح في البداية لكنها كانت فشلاً ذريعاً في تجارب فيس بوك.
يعتبر هذا أيضاً صفقة جذابة للمعلنين الذي يبدو أن الشبكات الإجتماعية جذابة إليهم أكثر من غيرها خصوصاً أن الاستهداف متطور أكثر بكثير جداً من الصحف في أي وقت مضى. قد يكون فيس بوك فعلاً ممهداً لإعادة تعريف مفهوم صحيفة الأخبار.
أين الخطر؟
أمر واحد قد يكون فيس بوك قد نسيه حقيقة. صحيح أن المليار مستخدم الذي وصل إليه هو حلم يقظة للصحف ربما لكنه لايزال وسيطاً لها.
بعبارة أخرى أيضاً أدركت العلامات التجارية أن فيس بوك يقدم لهم وسطاً جديداً مماثلاً للوسط الذي اعتمدوا عليه سابقاً وحتى يتنافسوا مع وسائل الإعلام نفسها بأن تصبح وسيلة عبره.
لا يزال بعض خبراء الدعاية والإعلام بمن فيهم مارتن سوريل (المسؤول عن المؤسسة الضخمة للتسويق WWP) غير مقتنعين بأن فيسبوك مفيد للدعاية لأنه بالأساس عبارة عن شبكة اجتماعية مصممة للترفيه. وكلما يحاول فيس بوك التكيف مع مصادر الأخبار كلما أصبح أكثر جذب للمعلنين وعندها سيغضب المستخدمون على الأرجح لأن أخبارهم قد عدلت وتم تصفيتها بطريقة لا يفهمونها.
بالنهاية قد ينجح فيس بوك بإنشاء أفضل صحيفة شخصية لكن يمكن أن لا يكون ذو قيمة كبيرة كما تأمل الشركة ومساهميها.
من PaidContent مع تعديلات من هايبرستيج