من الأخطاء الشائعة عند سماعنا لكلمة هاك أو هاكر Hacker في مجتمع التكنولوجيا وثقافة الإنترنت الحديثة نسبياً أن نفكر بشخص يجلس في أحد الأقبية يحاول اختراق هذا الموقع أو ذاك أو يقوم بعمل خبيث عموماً. لكن يناقش بين ياغودا Ben Yagoda من The NewYorker تاريخ الكلمة وكيف تطورت حتى في اللغة الإنكليزية الأصل.
ظهر فعل هاك ـ Hack ـ في اللغة الانكليزيّة حوالي 1200 ميلاديّة، وكان يعني “التقطيع بضربات كبيرة وبطريقة عشوائيّة وغير منتظمة،” كما يعرفها قاموس أوكسفورد. وتشير الكلمة في سياق آخر إلى شخص ــ كاتب بالتحديد ــ يقوم بأعمال غير واضحة، وتأتي الكلمة من “hackney”
هناك العديد من الأمثلة، يريد أحد علماء النفس أن يحدّثنا عن كيفيّة تهكير (ربما تعني هنا الوصول إلى) جزيئ السعادة. يوفّر الموقع الالكترونيّ لايف هاكر lifehacker.com مجموعة من النصائح عن ” كيفيّة تركيب حبال الغسيل” وعن ” كيف تكفّ عن عن الاكتراث بما يظنّه الناس.” يريد التجّار على الانترنت أن يتعلّموا ” كيفيّة النموّ السريع أو Growth hack.” يتحدّث بول غراهام الرأس ماليّ المغامر عن إيجاب امتلاك المبتدئين في مجال التكنولوجيا ” لعينيّ قرصان Hacker Eyes”، تدير حاضنته للشركات الناشئة “Y Combinator” مجتمعاً للأخبار على الانترنت باسم Hacker News.”
” من الواضح أنّ كلمة هاك هي الأشهر هذه الأيّام، فعلاقتها الضمنيّة بالتكنولوجيا ازدهرت في الإطار والحضور.”
دخلت الكلمة عالم التكنولوجيا في عام 1955 في إشارة إلى الأشخاص الذين يخترقون خطوط الطاقة الكهربائيّة للحصول على الكهرباء مسببين انفجار الفواصم.
” كانت المرّة الأولى التي اكتسبت فيها كلمة “اختراق” معنى التلاعب بالآلات في معهد MIT.”
انتقل المصطلح في الستينات من MIT إلى عالم الحاسوب بشكل عام، وأصبح أساساً مع الوقت. وأدرج قاموس The Jargon File لمبرمجي الحاسب في 1975 ثمان تعاريف لكلمة “hackers” ويقول أوّل تعريف ” شخص يستمتع في اكتشاف تفاصيل الأنظمة المبرمجة وإيجاد السبل لتوسيع آفاقها، خلافاً لمعظم المستخدمين، الذين يفضّلون أن يتعلّموا أقلّ ماهو ضروريّ.”ويقول آخر تعريف أي الثامن أنه متطفّل خبيث يحاول أن يكتشف معلومات حساسة عن طريق البحث بفضول ومن هنا كانت الدلالة إلى قرصان كلمات المرور ـ Password Hacker ـ، قرصان شبكة ـ Network Hackerـ. والكلمة الأنسب هنا هي Cracker أو كاسر الشيفرات ربما.”
” كان ذاك ” الاستنكار طريقة لتجاوز الموضوع، وتجاهل وتهميش ما سمي لاحقاً باختراق ” القبعة السوداء” ( تطفّل خبيث)، وهو مقابل لاختراق ” القبّعة البيضاء” ( إبداع حرّ). لاحظت عدّة صحف أنّ عديداً من شركات خدمات الهاتف قد اختصرت بسبب من يسمّون بالقراصنة، وبحسب البروفسور كارلتون تكر ، مدير نظام الهواتف في المعهد فإنّ القراصنة قاموا بأمور مثل ربط جميع الخطوط الهاتفيّة بين جامعة هارفارد ومعهد MIT. أو القيام بمكالمات هاتفيّة بعيدة المدى بأجرة مكالمات محليّة.”
أثبت أسلوب القبّعة السوداء أنّه لا يقاوم بالنسبة للعاملين في الوسائط ومجالات أخرى لا تعتمد على برمجة الحاسب، ولاشكّ أنّ السبب في ذلك أنّ كلمة hack هاك تبدو مريبة وتتبع نفس الإيقاع لكلمة Attack أو هجوم.
” اتّفق كتاب ” القراصنة” لكاتبه ستيفين ليفي Steven Levy كثيراً مع نظريّة القبّعة البيضاء ــ كان فيه عنوان فرعيّ باسم” أبطال ثورة الحاسوب”ــ وكان الكتاب مشهوراً جداً لدرجة أنّه كان نوعاً من الفيروسات استخدمه المعارضون.”
خلاصة الكلام أن مايقوله بين هنا مهم جداً بالنسبة للاستخدام اللغوي للكلمة وحتى استخداماتها في اللغة العربية. مانراه في هايبرستيج أن من أساسيات تطوير اللغة استخدام بعض الكلمات الأجنبية كماهي أو اللجوء للتعريب بدلاً من الترجمة. استخدام كلمة “هاك” يجب أن يمتلك نفس المعاني الموجودة في الإنكليزية. كلمة هاك لاترتبط بالإختراق فقط، بل هي دلالة إلى نمط عمل يقتضي الوصول إلى أفضل النتائج بأسهل وأسرع الطرق (بغض النظر عن أي عامل آخر) قد تعني طبعاً المفهوم التقليدي المتعارف عليه في اختراق الأنظمة لكنها واحد فقط من دلالات الكلمة المختلفة.