كيف تفعل مايكروسوفت هذا ؟ يخبرنا جايكوب كاسترينكا Jacob Kastrenakes من The Verge.
زودت مايكروسوفت المساعد الشخصي في نظام ويندوز فون في شهر حزيران الماضي بالقدرة على التنبؤ بنتائج مباريات كأس العالم. بدأ الأمر كمزحة إبداعية صغيرة قائمة على أن يقوم الذكاء الاصطناعي في جهازك بالتخمين. ولكن سرعان ما تطور الأمر لأكثر من ذلك. كانت توقعات تطبيق المساعد المسمى “كورتانا Cortana ” صائبة جميعها. انتهى الأمر بالنظام إلى أن يتوقع نتائج الخمسة عشر مباراة الإقصائية جميعها بالشكل الصحيح.
تتطلع مايكروسوفت إلى تطوير هذا المشروع. افتتحت مختبر التنبؤ الخاص بها، والذي يتضمن موقع ويب يجري استفتاءات عامة للتنبؤ بهوية أعضاء الكونغرس القادمين ونتائج السباق الرئاسي. لا تستخدم مايكروسوفت الاستفتاء بالطريقة التقليدية، فبدلاً من جمع عينة عشوائية من أجوبة الاستفتاء ومحاولة استقراء النتائج منها، تقوم الشركة بأخذ أكبر عدد ممكن من المستجيبين وتهتم بشكل رئيسي بمن تعتقد أنه سيربح.
إنها استراتيجية غريبة ولكنها تعمل جيداً على ما يبدو. أعلنت مايكروسوفت بأن أحد باحثيها استخدم هذا النظام على حالة استفتاء الاستقلال الأسكتلندي سابقاً هذا الشهر، وبدلاً من رؤية نتيجة متقاربة، وجد الباحث أن احتمالاً بنسبة 84% أن المصوتين سيختارون “لا”. تكمن الفكرة الأساسية في عدم الاعتماد على شخص واحد لجمع المعلومات، بل تقوم مايكروسوفت بجمع البيانات من ذلك الشخص إضافة إلى كل من تكلم معهم سابقاً.
لا توجد ضمانة لاستمرار عمل هذه الطريقة بشكل ناجح، ولكن مايكروسوفت مستعدة لاكتشاف ذلك. يعمل مختبر التنبؤ حالياً على تشجيع الناس على تقديم تنبؤاتهم عبر تحويل الأمر برمته إلى لعبة. يحصل المستخدم على عدد من النقاط، ويمكنه الرهان بعدد منهم على تحقق أحداث معينة (مثل فوز أحد المرشحين مثلاً). على الرغم من أنها تبدو لعبة مملة في هذا الوقت، فإن ذلك ليس كل ما سنشاهده على الموقع. يهدف الموقع إلى جمع البيانات بسرعة والتحقق من عدد من الأفكار المختلفة، لذا فمن المحتمل أن تشاهد شيئاً مختلفاً في المستقبل. وإذا استمر كورتانا بإظهار هذا المستوى من التنبؤات الصحيحة، فربما نرى مختبرات أخرى تنهج نهج مايكروسوفت الغيرتقليدي.
يزداد الولع التقني يوماً بعد يوم بالشبكات الاجتماعية والتلفزيون، ووراء هذا الولع تأتي معركة شرسة بين شركات الإنترنت والمصنعين وبعض الشركات من هنا وهناك لتحديد الفائز الذي سيسيطر على تجربة أصبحت عرفاً في عالم التسويق وصناعة التلفزيون والراديو: الشاشة الثانية …